تتكون العلاقات البشرية في غالب الأوقات والأحوال وبأساليب عدة، نتواصل بطرق لا تحصى، وندرك جوهرية التواصل بعد الانقطاع عنه بفترة قصيرة، فنلجأ إليه مجدداً للتعبير عما شعرنا وعما دار في أذهاننا.
قد يعترض أحدهم ويزعم أن قدرة الإنسان على التأقلم أقوى من حاجته إلى التواصل، ولكن قيمة التواصل الحقيقية تكمن في عواقبه وليس فقط بحاجاتنا الإنسانية إلى التعبير وأن يُرى ويقدّر هذا التعبير وإلى بناء العلاقات مع أقراننا.
فعلى المستوى الفردي، يقودنا التواصل إلى تغذية إدراكنا وصقل مهاراتنا الاجتماعية والتكيفية لتصبح أذهاننا وشخصياتنا أمتن وأكثر مرونة.
وعلى المستوى الأكبر والأهم، تلاقي ثقافاتنا وتواصلها يولّد ثقافات هجينة تغيّر مجتمعاتنا ومفاهيمنا ما يؤثر في واقعنا، ولهذا إن التواصل أداة لتسريع نمونا ووسيطنا إلى تحقيق واقع شامل ومتكامل
طورت سهولة التواصل في الفضاء الإلكتروني بشكل خاص من التواصل ذاته، كما ساهمت في تطوير عقلياتنا ورأينا وتشابهاتنا فتولّد فينا حساً بالألفة ورغبة بالتقرب.
أشعرنا اختلاف عاداتنا ولغاتنا كأننا من عوالم متباعدة، ولكن المجتمعات الرقمية أظهرت التطابق في أبسط سلوكياتنا العفوية وفي أفكارنا التنموية والتحفظية أيضاً.
إحصائيات وأرقام
لننظر في فيسبوك على سبيل المثال باعتباره الموقع الأول من حيث عدد الزوار، يليه غوغل ويوتيوب، عدد مستخدميه النشطين الشهريين 3 مليار و67% منهم يستخدمونه بشكل يومي!
المحتوى الرائج عالمياً دائم التكرر بسبب طبيعتنا البشرية وردات فعلنا المتقاربة، وإن الصورة الأكبر مبهرة، فوسائل التوصل الاجتماعية أصبحت تحوي مجتمعات متكاملة ومعقدة تحدث تغييراً فعلياً وتؤثر في اللاوعي خاصتنا.
بعد استيعاب الإحصائيات والأرقام الهائلة من المرجح أن تكون ردة الفعل المنطقية لإدراك جسامة الواقع الافتراضي هي الخوف من سلبياته. خاصة في مجتمعاتنا العربية عالية الحساسية لأي عوامل دخيلة، فتخوفاتنا الكثيرة تتطلب الحذر وافتراض الأسوأ.
لكن المجتمعات الافتراضية أثبتت جودتها وناسبت شتى أطيافنا وأقنعت حتى الأجيال الأكبر سناً. التعليل المنطقي لنجاحها هو أن منشئيها خبراء حاذقون منهم من يبتكر تصورات مستقبلية ثورية ومنهم من ينفذها بإتقان ما يدلنا إلى أن نؤمن بهم ونثق بجهدهم لتقديم الأفضل وتلافي كل العثرات.
مجتمعات باز الافتراضية
فريق “باز” هو مثال بارز للسابق، فهم صناع تغيير سباقون ودؤوبون أنشأوا أول منصة تواصل اجتماعية عربية. لم يكتفوا بكفاءة وسائل التواصل الحالية وطمحوا للارتقاء بالمجتمعات الافتراضية العربية إلى الأفضل مطورين موقعاً بتصميم يشبه العقلية العربية بتفاصيلها الدقيقة وترتيباتها المقسمة ومحتوياتها الشاسعة.
وصف المنشؤون مهمتهم بأنها “ترتبط بالثقافة العربية، وتعزز الانتماء للهوية العربية عبر إتاحة الفرصة للنشر حول كل ما يتعلق بدعم القضايا التي تهم المستخدم العربي”.
وبالطبع كان الأمن الافتراضي أولوية، فاعتمدت منصة باز أحدث الأنظمة التكنولوجية العالمية للتشفير، التي تتواءم مع أنظمة وقوانين الدول المتقدمة لحماية البيانات وحماية خصوصية المستخدم.
تسارع تطور التقنيات الإلكترونية والمعلوماتية فأصبحت بضع سنوات كفيلة بإحداث فرق ملحوظ ينتج مجالات واحتمالات إضافية، وأثر ذلك واضح على مجتمعاتنا لفعاليته وإيجابيته بنشر التوعية وتسهيل التعليم ومواكبة كل جديد ورائج، وبالأخص لأن مشاركتنا في المجتمعات الافتراضية تمنحنا شعوراً بالانتماء وتعزز تواصلنا مع أشخاص يشبهوننا في نواح تعني لنا الكثير.
حتى أن خبراء التسويق لاحظوا إمكانية توظيف هذه الناحية العاطفية في تسويق العلامات فصنعوا فسحة افتراضية ودعوا المستهلكين للانضمام والتفاعل كي يشكلوا ألفة ورابطة تؤمّن وفائهم واستمرارية تعاملهم مع العلامة.
وينبهنا ابتكار كهذا إلى الإمكانيات غير المحدودة وإلى التشعبات اللامتناهية، فالمجتمعات التعليمية الرقمية تنطوي عليها تشعبات محلية يستحيل إحصائها. وتنوع المجتمعات الرقمية في النوع والهدف التطوّر إلى أن أصبحت لا غنى عنها لوجستياً في حال حدوث كوارث طبيعية أو صراعات مثلاً.
أصبحت المجتمعات الرقمية نافذة صادقة إلى الواقع، وهذه نقطة أخرى شديدة الإيجابية تخفف من تخوفنا من المستقبل عجول التطور، إضافة إلى أن محدثي التطور ليسوا منفصلين أو بعيدين، بل هم أقراننا من نضجوا بعدما مروا بما مررنا من مشاعر ومواقف حياتية ويشاركوننا الفطرة السليمة وتطلعاتنا الإنسانية.
ما تؤمنه منصة باز
تؤمن منصة باز مجتمعات افتراضية متنوعة تسمح للمستخدمين بالتفاعل والتواصل مع بعضهم البعض بطرق متنوعة ومباشرة من الغرف الصوتية والمجموعات الافتراضية ومن خلال متابعة الهاشتاقات لمعرفة من يشاركك نفس الاهتمام.
كل ما عليك فعله هو تسجيل الدخول إلى التطبيق والانضمام إلى المجتمعات الافتراضية التي تهمك والبدء برحلتك عبر التطبيق لتوسع أفقك أكثر وتتعرف إلى عالم افتراضي جديد غني بالمعلومات.