أعتقد جازماً أنّ عدد كبير منكم قد شاهد في يوم ما نجم كرة القدم العالمي ميسي بجانب عبوة من مشروب بيبسي الشهير، فكاد الارتباط بينهما وثيقاً لدرجة تجعلنا نستذكر عبوة البيبسي كل ما رأينا اللاعب الأرجنتيني المخضرم. وهذا هو هدف الملايين التي تنفقها شركة مشروبات غازية في سبيل ظهورها إلى جانب شخصية مشهورة ضمن إعلان لا يتجاوز دقائق قليلة، فإن عاطفة عشاق كرة القدم تدفعهم دون تفكير إلى تجربة المنتج الذي يستخدمه نجمهم المفضل في حياته اليومية محاولين كسر الحاجز بينهم وبينه بشكل أو بآخر.
وفي هذا المقال أشرح لكم الأسلوب الصحيح لإنشاء إعلان يلائم منتجاتكم، لكن لا ترفعوا سقف الأحلام لأننا لا نملك الملايين القادرة على التعاقد مع ميسي بعد! ربما بعدما يحصد إعلانكم ملايين المشاهدات تصبحون قادرين على ذلك، من يدري؟
ما هو الإعلان؟
يعتبر الإعلان هو النافذة التي يطل منها أصحاب العمل ومنتجاتهم على جمهورهم المستهدف، والهدف منه يكمن في إظهار المنتج أو الخدمة ضمن أفضل قالب ممكن، وذلك ما يجعل المشاهدين متشوقين للحصول عليه وهو إحدى الركائز الأساسية لأي خطة تسويقية يعمل عليها أصحاب العمل، كما يختلف الإعلان باختلاف مكان ظهوره، مثل:
- الإعلان في المطبوعات والنشرات، تعتبر أقدم أنواع الإعلانات وتجد حروفها ضمن أوراق الصحف والمجلات، رغم أنّ الاعتماد عليها أصبح أقل من ذي قبل بشكل ملحوظ، إلّا أنها مازالت تحافظ على شعبيتها. كما يندرج ضمنها الإعلانات الخارجية والتي نجدها على الطرقات وفي الحافلات وغيرها.
- الإعلان المرئي، نشاهد هذا النوع من الإعلانات على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها.
- الإعلان المسموع، يصل هذا النوع إلى آذاننا عبر محطات الراديو والبودكاست.
لماذا ننفق المال على الإعلانات؟
-
تزيد المبيعات
يعتبر هذا هو الهدف الأساسي لأي شركة ناشئة أو كبيرة، حيث يدفع الإعلان الجيد الناس إلى تجريب المنتج بعد التأكد من أنه يلبي تطلعاتهم، وذلك بعد مشاهدتهم للإعلان ومعرفة جميع التفاصيل. كما تجدر الإشارة إلى أنه يضمن الوصول إلى العملاء المحتملين بشكل أكبر.
-
تميّز العلامة التجارية
كلما كان الإعلان جذاباً ويحوي في طياته فكرة مميزة دون اللجوء للمتعة البصرية وحدها، كلما ازدادت قيمة العلامة التجارية في أعين العملاء والعامّة، فالأفكار المميزة والقضايا الاجتماعية تُكسب المنتج أبعاداً جديدةً تجعله أقرب وأكثر شعبية.
-
تزيد من ثقة العملاء بالمنتج
تعتبر عملية إدارة المشاريع هي جوهر نجاح أي عمل تجاري، فإن القدرة على إدارة وتنفيذ المشاريع بشكل جيد ومُتقن تفضي إلى منتج ذي جودة عالية، إلّا أنّ التخطيط والتنفيذ يبقيان خلف الستار، وما يظهر للعامة هو المنتج النهائي، وهنا يكمن دور الإعلان في الترويج له بالشكل المناسب، حيث وعند إنشاء إعلان يطابق تماماً مواصفات المنتج الحقيقية يكسب المنتج حينها ثقة العملاء وولائهم.
لماذا يتجه أغلب المُعلنون حالياً إلى مواقع التواصل الاجتماعي؟
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأسهل أمام المنتج لدخول بيت العملاء، حيث أصحبت أرقام مستخدمي هذه المواقع هائلة جداً، وباستخدام بعض الأساليب التسويقية والترويجية بالتعاون مع منصات هذه المواقع يصبح بإمكانكم الوصول إلى عدد كبير من العملاء المحتملين ودفعهم على الشراء بكبسة زر!
أساسيات الإعلان الناجح
لا بد من التركيز على النقاط التالية ليكون الإعلان ناجحاً:
الابتكار
في ظل المنافسة الحالية، لا بد من ابتكار شيء مميز ضمن الإعلان يجعل منه محط إعجاب المشاهدين دوناً عن غيره، وذلك مثل استخدام تقنيات جديدة أو استغلال حدث معين لإطلاق الإعلان.
العاطفة
يمكن القول إنها إحدى أهم ركائز الإعلان الناجح، حيث تدفع العاطفة المشاهدين نحو شراء المنتج غافلين بعض التفاصيل التي قد تمنعهم من ذلك، ويمكن لمس ذلك عبر أغنية أو مشهد مثلاً، أو حتى كما ذكرت سابقاً بشأن التحدث عن قضايا مجتمعية تجعل الإعلان أقرب للمستهلك ولتطلعاتهم.
الهوية البصرية
عند سؤال أحدنا عن موقع تواصل اجتماعي له علاقة باللون الأزرق يدرك على الفور أنه فيسبوك، وهذا هو الغرض من تكرار استخدام الألوان والأصوات ذاتها في الإعلان، بغية إنشاء هوية بصرية تبقى حاضرةً في ذاكرة المشاهدين.