المؤثرين ومنصات التواصل الاجتماعي

يونيو 18, 2023

يُخرج ذاك الشاب هاتفه المحمول في فترة استراحته من الدراسة متشوقاً لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم يتوجه إلى تطبيق المتجر ليطلب مشروباً غازياً، وذلك بعدما شاهد أحد المؤثرين يتلذذ في شربه خلال إحدى الفيديوهات على موقع تيك توك

أعلم أن العديد من التساؤلات بدأت تسلل إلى أذهانكم، سنحاول الإجابة عليها تباعاً.

أما بالنسبة لاسم المشروب السابق، فسأخبركم به عند نهاية هذا المقال.

 

من هم المؤثرون؟

يمكن التعبير عنهم بأنهم الأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين وقادرين على إحداث فارق ما لديهم، حيث يمكن لهم أن يؤثروا على خيارات الشراء خاصتهم مثلاً، وذلك بسبب الظهور اليومي ومشاركة أغلب تفاصيل الحياة أمام المتابعين كاسرين العديد من الحواجز في محاولة ليكسبوا ثقتهم، والتي أجدها ثقة هشة في بعض الأحيان.

تجدون أعلاه ترتيب المؤثرين على مستوى العالم من حيث المتابعين، ويتصدرهم نجم كرة القدم كرستيانو رونالدو بـ787 مليون متابع! فإن كان عدد المتابعين كذلك، لكم أن تتخيلوا قدرته على التأثير.

الاستفادة من السوشال ميديا والتحول إلى مؤثرين وصناع للمحتوى

دعونا نفترض جدلاً أنّ إحدى الشّابات تتقن رياضة التنس بشكل ممتاز وأصدقائها يدعونها شارابوفا، ليس لتشابههما بالشعر الأشقر، بل لأنها تجيد اللعب مثلها تقريباً!

تستخدم هذه الشابة مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التسلية حالها حال أغلب الناس، وفي يوم ما كانت تمارس هوايتها كما جرت العادة حتى جاءت صديقتها ونشرت لها فيديو على تيك توك، لتُفاجئ بعدها بكم التفاعل الذي لاقاه!

وهنا كانت نقطة التحول، لتبدأ بحصد أعداد كبيرة من المتابعين المهتمين بمجالها بالإضافة إلى الذين أعجبوا بشخصيتها أيضاً. 

بعد مدة أصبحت من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وأتقنت عملية صناعة المحتوى الرياضي الخاص بها بشكل أفضل، حتى أنها أصبحت تنشر برنامجاً تعليمياً يشرح كيفية لعب التنس بالأسلوب الصحيح. ولكن ماذا تستفيد؟

بعد الوصول إلى أعداد كبيرة من المتابعين والتحول إلى مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن لهم الحصول على المال لقاء:

  • الإعلانات لمنتجات تتماشى مع مجال المحتوى خاصتهم

تتوجه الشركات وأصحاب العمل نحو التعاون مع المؤثرين وصناع المحتوى بهدف الترويج لمنتجاتهم عبر إظهارها ضمن المحتوى أمام الأعداد الكبيرة من المتابعين. وهذا ما يدعى بالتسويق عبر المؤثرين

  • منصات التواصل وصناع المحتوى

تعتبر هذه المنصات سبيل رائعاً أمام صناع المحتوى للتطور وتحقيق المزيد من الأرباح، حيث تعمل على تبنّي المؤثر لوجستياً وتقنياً ليقدم محتواه وأفكاره بأفضل شكل ممكن، والذي بدوره يقوم بالترويج للخدمات الخاصة بالمنصة وجذب أعداد أكثر من المتابعين إلى المنصة.

من المواقع التي تقدم ميزة كهذه:

والآن، إلى سؤالكم المفضل:

كم يتقاضى المؤثرون مقابل صناعة المحتوى تقريباً؟

لا توجد قواعد واضحة بالنسبة لذلك، إلّا أنّ الأجر يتناسب بشكل طردي مع عدد المتابعين، حيث كلما كان عدد المتابعين أكثر، يدفع صاحب المنتج أكثر، وهذا الأمر يندرج تحت مسمى التسويق عبر المؤثرين بحيث تكون العلاقة مباشرة بين صاحب العمل والمؤثر.

أما بالنسبة للمنصات، فهي تتقاسم الأرباح التي تجنيها مع صانع المحتوى ذاته، مقابل خدماته التي ذكرتها سابقاً.

كما نجد منصة مثل تيك توك تدفع لصناع المحتوى لقاء الظهور عبر بث مباشر لعدد ساعات محدد، إلّا أنها تشترط تواجد 10 آلاف مشترك لديه حتى يتمكن من استخدام الميزة، وتتشابه معها في المضمون منصة كواي ومنصة باز.

بالعودة إلى المشروب الغازي الذي تحدثت عنه بدايةً، نستذكر ما فعله كريستيانو رونالدو في عام 2021 عندما أزاح زجاجة المشروب من أمامه خلال المؤتمر الصحفي مسبباً انخفاضاً قدره 4 مليارات دولار في أسهم الشركة العملاقة كوكاكولا! وهنا نلاحظ أنه مهما بلغ حجم الشركة وتاريخها يبقى هناك أثر يمكن أن يصنعه أحد الأشخاص مسبباً تغيراً في توجهات العامّة.