أهمية التسويق بالمحتوى
يتجه تيار الحياة اليومية للأفراد بخطوات سريعة نحو العالم الرقمي، فباتت المنصات الرقمية بمثابة مساحة حياتية يقضي فيها معظم مستخدمي الانترنت أوقاتهم سواء في العمل أو الترفيه أو حتى التسوق.
حيث يقدم السوق الرقمي بحراً واسعاً من المنتجات والعلامات التجارية وفي خضم كل هذه الخيارات قد يتخذ المستخدمون العديد من الخيارات الشرائية الخاطئة، وقد تتحقق الشركات نتائجاً غير مرضية على صعيد المبيعات والانتشار وسمعة العلامة التجارية.
ومن هنا، انبثق مفهوم التسويق بالمحتوى الذي يربط الشركات بالعملاء، وذلك باتباع العلامة التجارية لاستراتيجيات مدروسة تقدم من خلالها محتوى بطرق متنوعة تتناسب مع ما تقدمه العلامة من منتجات أو خدمات، مبني بشكل رئيسي على احتياجات الشرائح التي تستهدفها الشركة ومشاكلهم.

وتكمن أهمية التسويق بالمحتوى في النقاط التالية:
-
مد جسور الثقة مع العملاء وبناء سمعة طيبة للعلامة التجارية
تلعب جودة المحتوى الذي تقدمه العلامة التجارية ونوعه دوراً واضحاً في زيادة ثقة العملاء بها، فكلما كان المحتوى المقدم ذكياً ومبتكراً كان أثره أكبر على العميل، فتقديم محتوى ذو القيمة بدون مقابل مباشر يبنى سمعة طيبة للعلامة التجارية ويزيد من احتمالية حصولها على ثقة العملاء لتكون وجهتهم الأولى أثناء اتخاذ قراراتهم الشرائية.
-
الوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين والحفاظ على العملاء الحاليين
تشير الاحصائيات إلى أن 74% من الشركات تعتبر أن التسويق بالمحتوى المبنى على استراتيجية مدروسة يزيد من نسبة العملاء المحتملين الجاهزين للشراء أكثر بستة أضعاف من طرق التسويق التقليدي، فالبقاء على احتكاك دائم مع العملاء والتفاعل معهم عبر نشر محتوى جديد بشكل مستمر يساهم في نشر الوعي عن الشركة ويبرز دورها كرائد مختص في مجال عملها. ولا يقتصر أثر هذه الممارسات على جذب شرائح جديدة من العملاء بل يحافظ على العملاء الحاليين وقد يصل الأمر لجعلهم جزءاً من عملية التسويق عبر مشاركتهم للمحتوى الخاص بالشركة ومنجاتها مع الآخرين.
-
تكاليف أقل ووصول أكبر/التقليل من التكاليف التسويقية
يعتبر التسويق بالمحتوى أقل كلفة بثلاث مرات من طرق التسويق التقليدية، فتقديم محتوى عالي الجودة يرفع من الوعي بالعلامة التجارية، ويزيد من الوصول مما يوفر عائداً أعلى على الاستثمار بمرور الوقت، فقد لا تكون النتائج ملموسة مباشرة لكن ثمارها تظهر على المدى البعيد.
-
رفع الوعي بالعلامة التجارية وخدماتها
يعمل المحتوى الغني والقيم كمغناطيس لجذب العملاء المحتملين وتعريفهم بمنتجات الشركة وخدماتها، فهو دليلهم لاتخاذ قرار شراء مدروس، ومن شأن المحتوى الذي يتضمن خبرات الشركة القيمة في مجالها أن يرسخ قيمتها ويدعم موقعها بين الشركات المنافسة، حيث أن مشاركة العملاء للمحتوى الذي تقدمه الشركة بشكل مباشر أو عن طريق الكلام المتداول تساهم في بناء سمعة طيبة للشركة ويظهر مدى خبرتها في مجال عملها ويقدم لها الأفضلية في سوق المنافسة.
-
ضمان ظهور أكبر على محركات البحث
تمنح محركات البحث الأولوية للمواقع التي تقدم محتوى عالي الجودة يرتقي لتلبية احتياجات الشريحة المستهدفة، فالمحتوى الذي يتضمن مجموعة من الكلمات المفتاحية يرفع من نسبة وصول الموقع إلى الصفحات الأولى في نتائج محركات البحث، حيث تشير الاحصائيات إلى أن النسبة الأكبر من الأفراد يكتفون بالصفحة الأولى من نتائج البحث.
-
زيادة نسبة المبيعات
بالعودة لفكرة أن التسويق بالمحتوى يزيد العملاء المحتملين الجاهزين للشراء بنسبة ستة أضعاف من طرق التسويق التقليدي، فهو يساهم في تقديم رحلة سلسة للعملاء عبر مراحل مسار التحويل بكفاءة عالية تمنحهم نتائج مرضية مبنية على احتياجاتهم ومتطلباتهم في الدرجة الأولى، مما يعود بالمنفعة على الشركة والعميل، ويزيد من مكاسب الشركة ونسب مبيعاتها ويرفع معدلات الطلب على خدماتها.
-
تسويق عابر للزمن
لا يرتبط تأثير التسويق بالمحتوى بفترة زمنية معينة، فالمحتوى المقدم يبقى متاحاً للعملاء ولزوار الموقع في أي وقت وقد يتجاوز أثره على العلامة التجارية توقعات المسوقين، وينطبق ذلك على مقاطع الفيديو والمقالات الهادفة التي تنتشر بشكل عالمي لتعاود الظهور في فترات لاحقة لتصل إلى شريحة أكبر.
وكل ما ذكر يثبت أهمية التسويق بالمحتوى لتواكب العلامات التجارية الاتجاهات الجديدة التي تشهدها سوق المنافسة، فالمحتوى المبتكر الذي يلامس العملاء يرفع من مكاسب الشركة سواء على صعيد الربح والمبيعات أو على صعيد بناء قاعدة عملاء متينة وقابلة للتمدد مع الوقت.